دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2024-11-21

رؤية استراتيجية لمستقبل الأردن .. قراءة تحليلية لخطاب الملك

الراي نيوز -  الدكتور ليث عبدالله القهيوي


في خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة العشرين، برزت ملامح رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى توجيه الأردن نحو مستقبل أفضل في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. الخطاب حمل في طياته تأكيدًا على ثوابت الهوية الوطنية الأردنية كركيزة أساسية لمسيرة البناء والتحديث، ومحدد رئيسي للسياسات الداخلية والخارجية للمملكة ، جلالته شدد على أن الأردن دولة راسخة الهوية، تستمد قوتها من إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، مع الالتزام الكامل بالمصالح الوطنية العليا وعدم المساومة على المبادئ الراسخة التي شكلت هوية الدولة الأردنية.
الخطاب أكد أهمية الهوية الوطنية كعامل جامع يعزز تماسك المجتمع الأردني في مواجهة التحديات، جلالته أوضح أن الأردن لا يغامر بمستقبله ولا يقبل بسياسات لا تخدم مصالحه، بل يستند إلى إرثه العريق وانتمائه القومي والإنساني في اتخاذ قراراته الاستراتيجية و ضمن هذا السياق، شدد الملك على أهمية الحفاظ على قدس العروبة كأولوية أردنية هاشمية، مؤكدًا أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تُؤدى بشرف وأمانة، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وأكد أن السلام العادل والمشرف هو السبيل الوحيد لإنهاء الظلم التاريخي الذي يعاني منه الأشقاء الفلسطينيون واستعادة حقوقهم كاملة.
فيما يتعلق بالتحديات الإقليمية، حمل الخطاب رسالة صلبة حول موقف الأردن تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية. جلالة الملك أكد أن المملكة تقف بحزم في وجه هذه الاعتداءات، مشيرًا إلى الجهود الأردنية المتواصلة لتقديم المساعدات الإنسانية ومعالجة الجرحى و الأردن كان وما زال سباقًا في إيصال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، سواء عبر الجو أو البر، في تأكيد على التزامه الدائم بقضايا الأمة ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني، هذا الدور يعكس المكانة الإقليمية للأردن كصمام أمان يعزز الاستقرار في المنطقة، ويؤدي دورًا محوريًا في التحركات العربية والدولية الرامية إلى وقف التصعيد وحماية حقوق الفلسطينيين.
على الصعيد المحلي، ركز الخطاب على أهمية الوحدة الوطنية كركيزة أساسية لتحقيق التنمية والتحديث و دعا الملك إلى تعزيز الممارسات البرلمانية التي تقوم على التنافس الشريف بين البرامج والأفكار، مع التأكيد على النزاهة والتعبير عن مصالح المواطنين وأشار جلالته إلى ضرورة التعاون الوثيق بين الحكومة والبرلمان لتنفيذ رؤية التحديث السياسي التي تهدف إلى تعزيز دور الأحزاب البرامجية وتمكين المرأة والشباب من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية. هذا التوجه يعكس تصميم القيادة الأردنية على تعزيز التحول الديمقراطي وخلق بيئة سياسية تتسم بالشمولية والشفافية.
في الشأن الاقتصادي، شدد جلالة الملك على ضرورة الإسراع في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل، مع التركيز على إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو خلال العقد المقبل. وأكد أن الأردن يمتلك كفاءات بشرية عالية وإمكانات تتيح له أن يكون رافعة للنمو الاقتصادي، إذا ما تم استثمار هذه الموارد بشكل فعال ، كما أشار إلى أهمية تحديث القطاع العام لتحقيق إدارة كفؤة وشفافة تقدم خدمات نوعية للمواطنين وان تحديث القطاع العام لا يعني فقط تحسين أداء المؤسسات الحكومية، بل هو جزء من رؤية أوسع لتعزيز الحوكمة والإدارة الرشيدة.
الخطاب لم يغفل أهمية الرقابة البرلمانية لضمان تنفيذ خطط التحديث حيث أكد أن على مجلس الأمة دورًا كبيرًا في متابعة مسارات التحديث والتأكد من الالتزام بالتنفيذ، مشيرًا إلى أن نجاح الأردن في تحقيق أهدافه التنموية يتطلب شراكة حقيقية بين جميع الأطراف. كما شدد على ضرورة أن يكون الإصلاح الإداري جزءًا لا يتجزأ من الجهود الوطنية للتنمية، مع التركيز على تحسين الأداء الحكومي وتحفيز الكفاءات الوطنية لتحقيق الأهداف المرجوة.
والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية كانت محورًا آخر في خطاب العرش، حيث وصفها جلالته بأنها مصدر فخر واعتزاز للوطن، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، مثل تهديدات الإرهاب والنزاعات الإقليمية، أكد الملك على دور هذه المؤسسات في حماية الوطن وضمان أمنه واستقراره ، كما أثنى على جهود الجيش والأجهزة الأمنية في تقديم الدعم الإنساني، خاصة في التعامل مع تداعيات الأزمات الإقليمية، مما يعكس التزام الأردن بدوره الإنساني تجاه الأشقاء في المنطقة.
من منظور تحليلي، ركّز جلالة الملك على أن ترسيخ الهوية الوطنية يعدّ عنصرًا حاسمًا في بناء التماسك الاجتماعي، الذي بدوره يشكل عاملًا جوهريًا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز فعالية المؤسسات الوطنية. والوحدة الوطنية، القائمة على قيم العدالة والكرامة والانتماء، هي رافعة استراتيجية تسهم في تمكين الدولة من تحقيق أهدافها التنموية طويلة المدى ، فعندما تكون الهوية الوطنية راسخة ومتماسكة، فإنها تخلق أساسًا قويًا للتكامل بين مختلف القطاعات والمؤسسات، مما يؤدي إلى تحقيق تقدم نوعي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
استراتيجيًا، يعكس الخطاب وعيًا عميقًا بالدور الذي تلعبه الهوية الوطنية في بناء المرونة السيادية للدولة. الهوية الوطنية ليست فقط مصدرًا للفخر، بل أداة لإدارة الأزمات واستشراف المستقبل. من خلال تعميق قيمها وربطها بتطلعات الأجيال القادمة، تصبح الهوية الوطنية الأردنية قوة دفع مستدامة لبناء أردن حديث يتمتع باقتصاد مرن، مؤسسات قوية، ومجتمع متماسك.
كما أوضح الخطاب أهمية الاستثمار في رأس المال البشري الأردني كعامل استراتيجي لتحويل التحديات إلى فرص ، وشدّد على أن الأردن يمتلك إمكانات بشرية هائلة، لا سيما بين فئة الشباب، الذين يمثلون مفتاحًا لتحقيق التحول الوطني ، والتركيز على الابتكار والإبداع ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لاستدامة التقدم وبناء اقتصاد قوي ومتنوع. في هذا السياق، يمكن قراءة دعوة الملك لتعزيز العمل الجماعي كاستراتيجية لتعظيم الجهود الوطنية وتعزيز فعالية التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
الخطاب الملكي، بذلك، لم يكن مجرد تأكيد على الثوابت، بل خارطة طريق استراتيجية تستند إلى إدراك شامل لعناصر القوة الوطنية وكيفية استثمارها لتحقيق قفزات نوعية نحو المستقبل ، إنه دعوة لتبني نهج متكامل، حيث تتضافر الجهود الوطنية حول رؤية واضحة تعزز صمود الأردن وريادته و جاء ليؤكد أن الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي، قادر على تحويل التحديات إلى فرص، وكتابة فصل جديد في مسيرته نحو التقدم والازدهار.
عدد المشاهدات : ( 698 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .